12:06 م الإثنين 30 يونيو 2025

  • عرض 4 صورة

  • عرض 4 صورة

    Great_white_shark_south_africa
  • عرض 4 صورة

    9252882161686339785
  • عرض 4 صورة

    20250629165332972

البحر الأحمر- مصراوي:

في عمق البحر الأحمر، حيث تتحرك الكائنات البحرية بهدوء وسرّ، انطلقت رحلة علمية فريدة من نوعها، حملت في طياتها هدفًا غير مسبوق: تتبّع أسرار أسماك القرش وكشف لغز تحركاتها في عالم لا يزال جزء كبير منه مجهولًا.

نجحت وزارة البيئة المصرية، بالتعاون مع محميات البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية "هيبكا"، في تركيب 9 أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية على أنواع نادرة من أسماك القرش، في إطار مهمة علمية انطلقت من سواحل الغردقة مرورًا بالجزر الشمالية والأخوين وصولًا إلى مرسى علم وسفاجا.

المهمة التي جاءت بتوجيهات من الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، تهدف إلى رصد تحركات وسلوك القروش في البحر الأحمر، وتحليل بصمتها الوراثية، في محاولة لرسم خريطة دقيقة لتحركات هذه الكائنات المفترسة التي تتربع على قمة السلسلة الغذائية البحرية.

وقد عمل الفريق المصري، وبمشاركة خبير فرنسي متخصص، على تثبيت الأجهزة على أنواع التايجر (النمر) والأبيض المحيطي، وأعادوا إطلاق القروش بطريقة آمنة بعد جمع 14 عينة وراثية وتصوير الزعنفة الظهرية التي تساعد في تمييز الأفراد.

وأكدت وزيرة البيئة أن مصر بهذه الخطوة تضع نفسها في صدارة الدول التي تنفذ برامج علمية متقدمة لحماية أسماك القرش، وتعزيز السياحة البيئية، مشيرة إلى أن القروش تمثل ثروة بيئية واقتصادية فريدة، خاصة أن وجودها يُعد مؤشرًا لصحة النظام البيئي البحري.

البيانات المنتظرة من هذه الأجهزة، والتي ستُرسل عبر الأقمار الصناعية خلال العام المقبل، ستفتح الباب لفهم أعمق لحياة هذه الكائنات، وربما تجيب عن أسئلة كثيرة تتعلق بسلوكياتها وهجراتها، خاصة في أوقات الحوادث النادرة.

وتصف جمعية "هيبكا" هذه الخطوة بأنها إنجاز غير مسبوق، يعزز ريادة مصر في مجال البحث العلمي البحري، ويؤكد أن البحر الأحمر ليس مجرد وجهة سياحية، بل مختبر طبيعي نابض بالحياة، ينتظر من يكتشف أسراره.