ARTICLE AD BOX
07:20 م السبت 28 يونيو 2025
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
الإسماعيلية – أميرة يوسف:
في أحد شوارع الإسماعيلية القديمة، تقودك رائحة الخبز الساخن إلى فرن صغير، يقف أمامه رجل ستيني بابتسامة هادئة ويدين مغطاتين بالدقيق، عم "محمد لطفي"، صانع العيش الفينو الذي أصبح اسمه مرتبطًا بفطور آلاف الأسر في المدينة.
منذ ٤٥ سنة، بدأ "محمد" رحلته مع العجين، لكنه لم يبدأ من الصفر، بل ورث المهنة عن والده، “الحاج لطفي”، الذي كان واحدًا من أقدم خبازي المنطقة.
“أنا كبرت وسط ريحة الدقيق والفرن، اتعلمت من أبويا كل حاجة، من أول العجن لحد ما أطلع الرغيف من قلب النار.”
وعلى الرغم من أن أرباح المخبز لم تعد مثل زمان، إلا أن عم محمد لا يُفكّر يومًا في ترك مهنته.
“العيشة غليت، والدقيق أغلى، والشغل بقى أصعب.. بس عمري ما فكرت أقفل الفرن، لأن الزباين اللي بييجوا لسه بيقولولي: هو ده عيش عم لطفي.”
هذا النداء وحده يكفي ليشعر أن اسم والده ما زال حيًّا في وجدان الناس، وأنه لا يصنع فقط خبزًا، بل يصنع ذكرى، ويُبقي على أثر رجل علّمه كيف تكون العجينة أمانة، والرغيف شهادة.
يبدأ عم محمد يومه من الرابعة فجرًا، يستقبل زبائنه الذين يعرفهم بالاسم، ويحرص على أن يظل الرغيف بطعمه المعتاد، رغم الظروف والتغيرات.
“بشتغل بكل حب، عشان اللي بياكل من العيش يحس إن فيه بركة.. وأبويا، الله يرحمه، دايمًا علمني إن العيش اللي يطلع من الفرن لازم يكون برضا ربنا.”
ما بين نيران الفرن وحنين الذكريات، يصنع "عم محمد" يومه، ويحافظ على مهنة ربما لم تعد مربحة، لكنها غالية عليه، لأنها تحمل اسم والده، وتُطعم قلوب الناس قبل بطونهم.