ARTICLE AD BOX
08:28 م السبت 28 يونيو 2025
الإسكندرية - محمد البدري ومحمد عامر:
تصوير: مصراوي
أكدت النيابة العامة في ثالث جلسات محاكمة المتهم المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، أن المتهم لم يُدفع إلى الجريمة بفعل فقر أو قهر أو نشأة مأزومة، بل اتخذ قراره بنفسه، وبإرادة كاملة.
قال ممثل النيابة خلال مرافعته أمام هيئة محكمة جنايات الإسكندرية: "المتهم لم يكن ضحية لظروف اجتماعية أو اقتصادية، بل نشأ في بيئة مستقرة خالية من الفقر أو العنف، لكنه اختار طريق الدم بإرادته، تحالف مع الشيطان وسلك دربًا مظلمًا".
وأضاف أن الجريمة لم تكن وليدة ظرف طارئ، بل ناتجة عن سبق إصرار، وقتل مبيت، وتخطيط جنائي مدروس، كما شدد على أن التقرير الطبي من مستشفى العباسية حسم الجدل بشأن أهليته الجنائية، ليبقى في وجه العدالة بلا عذر ولا تبرير.
وتابع ممثل النيابة في مرافعته: "نحن أمام رجل عاش بيننا يرتدي ثوب المحاماة ويتحدث بلسان القانون، لكن قلبه كان كهفًا مظلمًا لا يسكنه إلا الشيطان".
وأضاف: "لم يكن يومًا محاميًا بمعناه النبيل، بل استخدم القانون كسكين، تقرب من الناس لا ليخدمهم بل ليفترسهم".
وأكدت النيابة أن المتهم لم يُدفع لارتكاب جرائمه تحت وطأة ضغوط اجتماعية أو اقتصادية، بل اختار بإرادة كاملة طريق الدم، متحالفًا مع الشيطان، ليستحل أرواح من وضعوا ثقتهم فيه.
وأشارت النيابة إلى أن تقرير مستشفى العباسية أثبت تمتّع المتهم بكامل قواه العقلية وقت تنفيذ الجرائم، ما يقطع أي جدل حول مسؤوليته الجنائية.
وطالبت النيابة في ختام مرافعتها بتوقيع أقصى العقوبات على المتهم، وهي الإعدام شنقًا، عن كل جريمة ارتكبها بحق من وضعوا فيه ثقتهم ودفعوا حياتهم ثمنًا لذلك.
وأحالت محكمة جنايات الإسكندرية، اليوم السبت، أوراق المتهم نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 27 يوليو 2025 للنطق بالحكم، مع استمرار حبس المتهم احتياطيًا.
جاء قرار المحكمة عقب استماع هيئة الدائرة الجنائية إلى مرافعة النيابة العامة، ودفاع المتهم، وكذلك المحامي المنتدب من نقابة المحامين الذي حل بديلاً عن هيئة الدفاع المنسحبة أثناء الجلسة ذاتها، عقب إطلاع المحكمة على تقرير مستشفى الأمراض النفسية، الذي أكد السلامة العقلية للمتهم وقت ارتكاب الجرائم.
وخلال مرافعته، طالب المحامي المنتدب ببراءة موكله، ودفع بتغيير القيد والوصف من القتل العمد مع سبق الإصرار إلى تهمة "الضرب الذي أفضى إلى الموت"، مشددًا على انتفاء نية القتل لدى المتهم في الوقائع محل القضية.
وأكدت النيابة أن المتهم ارتكب الجرائم عن سابق إصرار وترصد، دون دافع اضطراري أو مبرر اجتماعي، مشيرة إلى توافر جميع أركان الجريمة بحق الضحايا الثلاثة، الذين قُتلوا عمدًا، وجرى إخفاء جثثهم في وحدات سكنية.
وأضافت النيابة أن التقرير الطبي وشهادات الشهود واعترافات المتهم تؤكد مسؤوليته الكاملة عن الجرائم، مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة مقررة قانونًا، وهي الإعدام شنقًا، عن كل تهمة ثبتت بحقه.
وتعود تفاصيل القضية إلى اتهام نصر الدين السيد بارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، من بينها جريمتان مقترنتين بالخطف والسرقة. وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم قتل كلاً من المهندس "م.أ.م"، وزوجته "م.ف.ث" ربة منزل، وموكلته "ت.ع.ر" ربة منزل، ثم أخفى جثامينهم داخل وحدتين سكنيتين مستأجرتين باسمه.
وبحسب ما جاء في أوراق التحقيقات وأمر الإحالة، قام المتهم بدفن جثمان المجني عليه الأول داخل أرضية وحدة سكنية بمنطقة العصافرة، في حين دُفنت الضحيتان الثانية والثالثة داخل وحدة أخرى بالمعمورة. وتم الكشف عن هذه الوقائع إثر تحريات الأجهزة الأمنية وشهادات الشهود.
وكانت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين وعضوية كل من المستشارين تامر ثروت شاهين، محمد لبيب دميس، وعبد العاطي إبراهيم صالح، قد قررت في جلستها السابقة إيداع المتهم مستشفى العباسية لمدة 15 يومًا للكشف على قواه العقلية، وتحديد جلسة 28 يونيو لاستكمال نظر القضية
اقرأ أيضًا :
إحالة أوراق "سفاح المعمورة" للمفتي.. والنطق بالحكم 27 يوليو -فيديو