11:46 م الإثنين 30 يونيو 2025

  • عرض 9 صورة

  • عرض 9 صورة

    كتابات على الحائط بيد إسراء
  • عرض 9 صورة

    جنازة ضحايا حادث الإقليمي
  • عرض 9 صورة

    جنازة ضحايا حادث الإقليمي
  • عرض 9 صورة

    إسراء ضحية حادث الطريق الإقليمي
  • عرض 9 صورة

    حادث الطريق الإقليمي
  • عرض 9 صورة

    كتابات على الحائط بيد إسراء
  • عرض 9 صورة

    كتابات على الحائط بيد إسراء
  • عرض 9 صورة

    إسراء ضحية حادث الطريق الإقليمي

المنوفية - أحمد الباهي:
على جدران منزل أسرتها، تركت "إسراء" ذات الأربعة عشر ربيعًا آيات قرآنية وأحاديث نبوية كتبتها بيدها. لم تكن مجرد زينة، بل وصية طفلة أخذت على عاتقها أن تعلم والدتها الصلاة وتذكرها بالآخرة. نور انطفأ فجأة، برحيل قاس قبل أن تفرح بنجاحها الذي لم تعلم به.

في قلب الفاجعة، تستحضر والدة إسراء صوت ابنتها وكلماتها التي كانت أكبر من عمرها، تقول والدموع تنهمر: "بنتي كانت بتقولي نصايح أدخل بيها الجنة، وبتعرفني أصلي إزاي وأقرأ قرآن". لم تكن إسراء مجرد فتاة متفوقة دراسيًا بشهادات التقدير التي زينت مسيرتها التعليمية، بل كانت مرشدة روحية لأسرتها.

يتذكر والدها حلمًا كبيرًا كان يملأ عقلها الصغير، فيقول بصوت أثقله الحزن: "بنتي كان نفسها تدخل تمريض عسكري عشان تخدم بلدها، كانت ليل ونهار بتذاكر، وتقولي عاوزة أبقى حاجة كبيرة أنفع بيها البلد". كان هذا هو دافعها خلف كل ساعة مذاكرة، حُلم بأن تخدم وطنها، حُلم لم يمهله القدر ليكتمل.

قمة المأساة كانت في التوقيت؛ رحلت "إسراء" يوم الجمعة، قبل يوم واحد فقط من ظهور نتيجة امتحاناتها في الشهادة الإعدادية. ذهبت لتعمل وتساعد أسرتها بعد انتهاء الامتحانات، فخطفها الموت قبل أن تسمع الخبر الذي لطالما سهرت من أجله.

أعلنت مديرية التربية والتعليم نتيجتها لاحقًا: "جابت 270 درجة"، وهو تفوق لم تحتفل به، وفرحة لم تصل إليها.

كانت "إسراء" واحدة من 18 فتاة قضين نحبهن صباح الجمعة، في حادث مأساوي شهده الطريق الإقليمي أمام قرية مؤنسة بمركز أشمون، إثر تصادم سيارة نقل بسيارة أجرة "ميكروباص". وبينما تتولى النيابة العامة تحقيقاتها، تبقى قصة "إسراء" شاهدة على حلم انقطع، وفرحة لم تكتمل، وطفلة تركت خلفها أكثر من مجرد ذكرى: درس في الإيمان والطموح على حوائط منزلها وفي قلبي والديها.

اقرأ أيضًا:
مواكب الوداع في كفر السنابسة.. صرخات الأمهات تسابق سيارات الإسعاف